تقرير حول محاضرة لفضيلة الشيخ ميمون النكاز حفظه الله


نظمت جمعية الانبعاث الثقافي بمدينة بركان يوم الأربعاء 8 فبراير، على الساعة السابعة و النصف مساء،  محاضرة بعنوان : نظرات حول المنطق الإسلامي للإصلاح و ملاحظات في حركات الاحتجاج العربي، ألقاها و أطرها الأستاذ الفاضل ميمون النكاز .
افتتحت المحاضرة بآيات من الذكر الحكيم، بعدها رحب المسير بالحضور و بالأستاذ المحاضر و أكد على ضرورة إرجاع الأستاذ الكريم إلى منبر الجمعة و الدرس العلمي بمدينة بركان بعد أن  منع إثر أحداث 16 ماي المشبوهة.
استهل الأستاذ ميمون نكاز مداخلته بذكر السياق العام الذي جاءت المحاضرة في إطاره، و هو انتفاضات الشعوب العربية التي عبرت عن وجودها، و أجزم الأستاذ بأن الحراك لن يتوقف .
و من المحاور التي ركز عليها الأستاذ في محاضرته ما يلي :
- مفهوم المنطق الإسلامي للإصلاح .
- مكونات المنطق الإسلامي للإصلاح و إفادتها في مسائل الإصلاح .
- ملاحظات حول حركات الاحتجاج  العربي .
عند حديثه عن المنطق الإسلامي للإصلاح عرفه الأستاذ الفاضل على أنه : مجموع أساسات الرؤيا الإسلامية لقضية الإصلاح الإنساني .
وتحدث عن مكونين ناظمين لمجموع أساسات الرؤيا الإسلامية للإصلاح، و هما : المكون المعرفي و المكون الآلي.
ففي المكون المعرفي بين الأستاذ موقع الإنسان في الكون و قضية استخلافه في الأرض، و استشهد في هذا الجانب بقوله تعالى  : ( و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك ، قال إني أعلم ما لا تعلمون . وعلم آدم الأسماء كلها ). حيث أكد المحاضر على أن تعلم الأسماء هو المدخل المعرفي و القيمي و الأخلاقي لخلق إنسان مقاوم للفساد و مجتمع مقاوم لسفك الدماء الذي يعتبر قمة الفساد و الاستبداد. و في هذا الصدد أوضح الأستاذ أن العلة الروحية العميقة للفساد و الإفساد هي عدم تقديس الله و تسبيحه، لذلك فالملائكة اعترضوا في البداية على وجود كائن على كوكب الأرض خوفا من الفساد و سفك االدماء و لأنهم يسبحون الله و يقدسونه.
وحتى يقاوم الإنسان الفساد عليه أن يكون مصلحا و ليس صالحا فقط ، وقد استدل الأستاذ في هذا الإطار بقوله تعالى : فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين  . وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون). فهناك إشارة إلى الطائفة المصلحة و الفئة التي تنصر المظلومين و تدافع عن حقوق الناس و تحاسب المفسدين و تقاوم الظلم . فالظالمون  يستأثرون بالسلطة و يترفون أي يستأثرون بالمال و يحتكرون الخيرات كما أنهم يلجؤون إلى الجريمة لتصفية المخالفين و المعارضين و الجريمة هي انتهاك حقوق الإنسان بصفة عامة.
كما يلجأ الظالم إلي سياسة التفسيق و التجهيل.
أما في المكون الآلي : تطرق الأستاذ إلى الآليات و الأدوات التي يحيل عليها المنطق الإسلامي في الإصلاح ، و الذي يحيل على الفرد من جهة و على الأمة من جهة أخرى.
فالقرآن يركز على الفرد و يحثه على الإيجابية، يقول تعالى (وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم ). فالإنسان مطلوب منه التحرك لنصرة الحق لكن بشرط أن يكون على صراط الله المستقيم .
كما يركز القرآن العظيم على الأمة أي الجماعة، يقول الحق جل جلاله : (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون  (. و من أمثلة الجماعات التي تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر نجد : الهيئات السياسية ، الجمعيات ، النقابات، الحركات الاحتجاجية  ...الخ.
و من آليات المنطق الإسلامي للإصلاح فقه الواقع و فقه الموازنة بين الفعل الإصلاحي و الواقع. فقه الواقع هو قراءة إمكانات الفعل الإصلاحي في مقابل إمكانات الفعل الإفسادي.
و من الآليات أيضا هو التحرك في إطار قاعدة جماهيرية ، ويدل على هذا المعنى قوله تعالى : (قالو ا  يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول و إنا لنراك فينا ضعيفا، ولولا رهطك لرجمناك) . فالمانع الذي منع المجرمين من رجم شعيب عليه السلام و الإساءة إليه هو رهطه أي قومه و عشيرته الذين كانوا سندا له.
و أبدى الأستاذ في ختام محاضرته بعض الملاحظات حول حركات الاحتجاج في العالم العربي ، حيث رأى بأن الحالة العامة ( السياسية و الاقصادية و الاجتماعية ) في العالم العربي تعرف احتقانا كبيرا و لم يعد في مقدور الشعوب الصبر أكثر. و حث الأنظمة التي تدعي الإصلاح على الإخلاص و التجرد كما حث الشعوب على التعقل و بعد النظر في أي خطوة.
و في الأخير فتح باب المناقشة بطرح مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالموضوع، التي أجاب عنها الأستاذ باستفاضة . كما تلا الأستاذ المحاضر آيات من الذكر الحكيم بعد طلب من أحد الحاضرين.

تقرير من إنجاز : عزالدين عيساوي








تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرياضة تهذيب للنفوس قبل الفوز بالكؤوس

العلمانية لا مكان لها بيننا

حركة 20 فبراير تكرس الاستثناء