الدين بين الاعتقاد الشخصي و الاستعمال السياسي
إن الدين ليس اعتقادا شخصيا فحسب، كما يظن البعض ، بل هو منهج حياة متكامل وضعه لنا ربنا جلت قدرته كقمر منير نستضيء به في شؤون الحياة المظلمة ، فكل المجالات الحياتية تحتاج إلى الهداية الربانية سواء تعلقت بالسياسة أو الاقتصاد أو العلاقات الاجتماعية ..الخ، و من يعتقد أنه ينبغي حصر الدين في الذوات و جعله حبيس الممارسات الفردية التعبدية فهو مخطئ و لم يستوعب المنهج الرباني الذي يمكن استخلاصه من نصوص القرآن الكريم و كذا الأحاديث النبوية الشريفة . و سأورد هنا مثالين من الأدلة الشرعية - على سبيل المثال لا الحصر - ، ففي باب السياسة و تسيير شؤون العباد ، يقول ربنا سبحانه و تعالى في سورة المائدة : « وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون . أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ». و من أمثلة الأحاديث النبوية الشريفة التي تهم شؤون الحياة ما يلي :" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أربعة يبغضهم الله: البياع الحلاف، والفقير المختال، والش