المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٣

الدين بين الاعتقاد الشخصي و الاستعمال السياسي

إن الدين ليس اعتقادا شخصيا فحسب، كما يظن البعض ، بل هو منهج حياة متكامل وضعه لنا ربنا جلت قدرته كقمر منير نستضيء به في شؤون الحياة المظلمة ، فكل المجالات الحياتية تحتاج إلى الهداية الربانية سواء تعلقت بالسياسة أو الاقتصاد أو العلاقات الاجتماعية ..الخ، و من يعتقد أنه ينبغي حصر الدين في الذوات و جعله حبيس الممارسات الفردية التعبدية فهو مخطئ و لم يستوعب المنهج الرباني الذي يمكن استخلاصه من نصوص القرآن الكريم و كذا الأحاديث النبوية الشريفة . و سأورد هنا مثالين من الأدلة الشرعية - على سبيل المثال لا الحصر - ، ففي باب السياسة و تسيير شؤون العباد ، يقول ربنا سبحانه و تعالى في سورة المائدة :   « وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون . أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ».   و من أمثلة الأحاديث النبوية الشريفة   التي تهم شؤون الحياة   ما يلي :" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أربعة يبغضهم الله: البياع الحلاف، والفقير المختال، والش

هل المغرب يملك مشروعا تنمويا ؟

فئة عريضة من الشعب المغربي لم تستفد من خيرات المملكة لحد الآن ، حيث إما تشتغل في زراعة القنب الهندي كما هو حال أغلب سكان المناطق الشمالية أو تمتهن التهريب سواء عبر تهريب السلع الاسبانية من خلال بوابتي سبتة و مليلية ، أو تهريب السلع الغذائية و الوقود عبر الحدود مع الجزائر، و في كثير من الأحيان يكون التهريب مرتبطا بتجارة المخدرات سواء الحشيش أو حتى المخدرات القوية مثل الكوكاين و الهروين التي بدأت تتنتشر كالنار في الهشيم في أوساط الشباب المغربي ، و قد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى المتاجرة بالأعراض لكسب الأموال، حيث تلجأ بعض النسوة إلى عرض أنفسهن في الشوارع مقابل الحصول على مبلغ مالي يسد رمقهن   ، و أخطر ما في تجارة الجنس هو الزج بالأطفال الأبرياء في أتون هذا الجحيم ، فالعديد من الأسر المغربية الفقيرة تدفع بأبنائها إلى ممارسة الجنس مع سياح أجانب همهم الوحيد هو إشباع نزواتهم حتى ولو كانت على حساب الطفولة البريئة و قد كشفت بعض التقارير التي أنجزت مؤخرا من قبل منظمات دولية تهتم بالطفولة أن مدينة مراكش أصبحت قبلة لمن يود ممارسة الجنس مع الأطفال . و هناك من ضاقت به أرض الوطن و لجأ إلى ا

"البلاك بلوك" حركة لتدمير مصر

هل يعقل أن تظهر حركة شبابية في الذكرى الثانية للثورة المصرية و ترتدي ألبسة موحدة و أقنعة سوداء و تقوم بأعمال شغب منظمة ، و إحراق لمؤسسات الدولة ، هل يعقل أن تكون هذه الحركة عفوية   و وليدة المرحلة ؟ و هل الشباب المصري المتحضر الذي قام بأنجح ثورة في تاريخ البشرية يمكن أن يلجأ إلى العنف لاسترجاع حقوقه أو التعبير عن رأيه؟ أليست مثل هذه الحركات أدوات تحركها جهات معينة لا تريد الخير لمصر؟ أتحدث طبعا عن ما يسمى حركة "البلاك بلوك " التي تصدرت المشهد السياسي المصري في الذكرى الثانية للثورة المصرية ، حيث يدعي أصحابها أنهم يسعون إلى القصاص ، و استرجاع الثورة المسروقة على حسب زعمهم، و لتحقيق أهدافهم ينهجون أسلوب العنف و الشغب و قد رفعوا شعار : " قصاص أو فوضى "   و طبعا لم يكتفوا بالتهديد بل انتقلوا إلى مرحلة التنفيذ حيث حرقوا مجموعة من مقرات الإخوان و احتلوا بعض مؤسسات الدولة   مستعملين الخراطيش و المولوتوف و هي نفس الوسائل التي استعملت في السابق لقتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية ، كل هذا الهيجان و الجنون يدخل ضمن مسلسل المحاولات المستمرة و   الحثيثة لإسقاط الشرعبة

الانتماء مطلوب ، التعصب مرفوض !!

البعض يعتز بانتمائه اللغوي و يفتخر به على عموم الناس و آخرون يعتزون بالانتماء القبلي ، و هناك من يفتخر بالانتماء إلى الوطن أو المدينة أو حتى الحي الذي ترعرع فيه و قس على ذلك باقي الانتماءات .. لاشك أن كل انتماء فهو شيء طبيعي و يبقى أمرا محمودا إن استثمر في مكانه الصحيح ، حيث يؤدي في هذا الاتجاه إلى تقوية روابط المحبة بين أبناء النسيج الاجتماعي الواحد، هذه الروابط تخلق نوعا من التكافل و التضامن تجعل من الفرد خادما لجماعته و لا يربح من وراء هذه الخدمة التي يقدمها سوى إشباع غريزة الحب التي تتملكه تجاه هذه الجماعة التي يعتبر نفسه جزءا منها، و الأمثلة التي تؤكد هذا الطرح كثيرة نأخذ منها على سبيل المثال : التضحيات التي يقدمها بعض الأشخاص من أجل خدمة اللغة التي ينتمون إليها ، حيث تجدهم يبذلون الغالي و النفيس من أجل النهوض بلغتهم ، و لا يألون جهدا لذلك سواء عبر الدعم المالي أو تخصيص أوقات من حياتهم لتطوير الأبحاث و تأليف الكتب التي من شأنها خدمة لغتهم. و في نفس الإطار يستوقفني مثال آخر يتعلق بالجهود التي يبذلها أي مشجع يعشق فريقا معينا ، فهو يسافر مع فريقه أينما حل و ارتحل ، و يخصص الأوقا