المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٤

أي بصمة للمرأة في مجتمعنا؟

لقد عانت المــرأة في مجتمعاتنا من التهميش و القهر و الظلم و شتــى أنـــواع التعنيف الجســــدي و اللفظي طيلة عقود من الزمن، حيث طغت العقلية الذكورية التسلطية التي تخشى من أي دور فاعل للمرأة في المجتمع. لقد كانت المرأة وقتذاك تعيش في جو يطبعه الخوف و التردد. و قد وصل الأمر بالكثير من النساء أنهن كن يهبن حتى الإطلال من شرفة النافذة خوفا من أن يكتشف الزوج الأمر. فالمرأة كانت محرومة من أبسط الأشياء و كأنها ولدت لتشقى و تتعب، بينما كان زوجها المتسلط يسيح في الأرض و يفعل ما يشاء دون حسيب و لا رقيب. أما اليوم فقد تغير كل شيء، و أصبح للمرأة دورها الفاعل و مساهمتها البناءة في المجتمع، حيث استطاعت المرأة بفضل نضالها المستميت أن تحصل على العديد من المكاسب جعلتها تقتحم مجموعة من الميادين كانت حكرا على الرجال فيما مضى. لكن رغم الإنجازات الكبيرة التي حققتها المرأة على مختلف الصعد فإنها بدأت تفقد أنوثتها شيئا فشيئا، حيث صارت تستعبد من جديد عبر أفلام الخلاعة و الإشهارات الهدامة أو عبر خروجها إلى الشارع مستعرضة مفاتنها لمن هب و دب و بلا مقابل  ! هل المرأة رضيت أن تكون رخيصة إلى هذه الدرجة ؟

نار الفساد الأخلاقي أحرقتنا !

أصبحنا في زمن يهرب فيه الناس من الحلال الطيب هروبا و يتهافتون على الحرام تهافتا. كأني بهم يلهثون وراء جهنم و العياذ بالله، يتسابقون نحو المعاصي تسابقا و يزهدون في الطاعات زهدا . الله أمرنا بالتسابق إلى الخيرات حيث قال جل شأنه : ( سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ). هل أجبنا نداء ربنا ؟ لا و الله، اخترنا أن نسير في طريق الباطل، نبتغي الرذيلة و نتضايق من الفضيلة، نلهث وراء المعاصي كأننا ارتضينا طريق جهنم، كأننا لا ندرك حجم الجرائم الأخلاقية التي نقترفها في كل لحظة و حين. يا الله يا الله لا تأخذنا بذنوبنا . أما المسؤولـــون في بـــلادنا فأمــرهم غريـــب و خطبهم شديد، فهم يســـعون إلى نشر الرذيلــــة و الحرام عبر قنواتهم المنتنة العفنة التي تبث المسلسلات الغرامية الفاحشة، و يا ليتهم أذاعوا تلك المسلسلات باللغة العربية الفصحى!! لقد اختاروا بعناية فائقة المسلسلات المترجمة إلى اللغة العامية حتى يتوغل الانحلال الخلقي إلـــى أعمــاق أعمــاقنا و يؤثـر علـــى وجــداننا و سل

هي و نحن !

هي وحدها لكن قوتها تبهر و نحن مثل رمل جرفه المطر هي تحكمنا و علينا تسيطر و نحن نخضع لها ننفذ ما تقرر تأتي إلى بلادنا فتقطع الشجر و نحن نبرر فعلتها و ننكسر تهدم الحجر على رؤوس البشر و نحن نساندها و للمال نوفر هي تعبث بأمننا و تفجر و نحن نتهم بعضنا و نفجر هي تنصب حكامنا و تغير و نحن نصفق لها و نبرر تمتص خيراتنا تنزفها بلا قدر و نحن نلهو و نغرق في السهر هي ماضية في مشروعها المسطر و نحن نهتم بالقشور و ما يظهر هي تخطو بثبات نحو القمر و نحن على التلفاز نشاهد الخبر هي قد تقدمت و بعلمائها تفتخر و نحن تجمدنا و للمبدع نكفر أمريكا تحكمنا و لأرضنا تستعمر و نحن نحن العرب نستهتر عزالدين عيساوي