المشاركات

عرض المشاركات من 2013

الجيوش العربية ليست وطنية

في سنة 1967 حاربنا اسرائيل بجيوش عربية ضخمة العدد ( أساسا جيوش كل من مصر و سوريا و الأردن )،   فانهزمنا في ظرف وجيز، تقهقرنا في ستة أيام، و سميت تلك الحرب بالنكسة ، حيث أفضت نتائجها إلى احتلال إسرائيل كل من سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان . كثير من الناس آنذاك أصابهم الرعب و الذعر لهول ما حدث، لم يستسيغوا هزيمة دول كبيرة و عريقة أمام كيان ناشئ و لقيط. بعد ذلك توالت النكبات و الخسائر . و لتفسير تلك الهزائم المتتالية راح البعض يردد مقولة : اسرائيل دولة   لا تقهر !! لم يدرك العديد من المحللين العسكريين و السياسيين أن الهزيمة كانت نتيجة غياب جيوش حقيقية تملك عقيدة الدفاع عن الأرض و العرض. لم يدركوا أيضا أن الأنظمة الاستبدادية التي أتت على ظهر الدبابات ( الانقلابات التي حدثت مثل : انقلاب 8 مارس 1963 في سوريا،   و انقلاب مصر 23 يوليوز   سنة 1952 ) لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقيم جيوش وطنية همها الوحيد الدفاع عن الأوطان من شر المغتصبين. فبناء الجيوش في العالم العربي كان يهدف إلى حماية   أنظمة الاستبداد   القائمة بل بالأحرى حماية   الدكتاتور الحاكم و من معه من الزمرة

ماذا عن الاغتصاب الذي يتعرض له الوطن؟

أثار العفو الملكي عن البيدوفيل الاسباني   - مغتصب الأطفال -   ضجة كبيرة في أوساط المغاربة، حيث خلف ردود أفعال غاضبة بدأت في مواقع التواصل الاجتماعي، و انتقلت إلى تنظيم وقفات احتجاجية للتنديد بهذا العفو الذي مس كرامة المغاربة قاطبة. أهم شيء يمكن أن نستشفه من هذه الهبة الشعبية هو أن الضمير المغربي لا يزال حيا و أن الشعب المغربي لم يعد كما كان في السابق، و بالتالي فعلى النظام القائم في المغرب أن يضرب ألف حساب قبل القيام بأي خطوة متهورة في المستقبل، كما يمكن القول بأن الإصلاح الشامل هو السبيل الأنجع لتفادي الأزمات و الذهاب بالبلاد إلى بر الأمان بعيدا عن الفوضى الخلاقة التي يريد البعض أن يزرعها في الوطن. لكن هذه الغضبة الشعبية وحدها لا تكفي من أجل اقتلاع جذور الفساد، فهي تدخل أساسا في خانة رد الفعل الذي سرعان ما سيخفت مع مرور الأيام. فإن كان العفو الملكي عن مغتصب الأطفال قد شكل قضية المغاربة في الأيام الماضية، فإننا لا يجب ألبتة أن نغفل عن القضية الجوهرية التي تتجلى في حماية الوطن من الاغتصاب الذي يتعرض له باستمرار دون أن يكون لدينا أي مقاومة أو أي رد فعل لوقف النزيف. أليس من ال

الخريف الانقلابي في مواجهة الربيع الديموقراطي

يبدو أن موجة   " الربيع الديموقراطي " المفاجئة التي انطلقت شرارتها الأولى قبل ما يزيد على السنتين من تونس،   ثم   اجتاحت العالم العربي، قد جعلت   " النظام العالمي " يتحرك بقوة قبل أن يزهر الربيع و قبل أن تعطي تلك الموجة ثمارها . فالنظام العالمي الجديد بقيادة   الولايات المتحدة الأمريكية يدرك خطورة نجاح تلك الموجة في قلب موازين الصراع السياسي و الاستراتيجي في المنطقة، كما يعتبر نجاح الشعوب في الانعتاق من الظلم و الطغيان مقدمة نحو تحررها من الأغلال و القيود التي تفرضها قوى الاستكبار على شعوب العالم ، هذا التحرر قد تكون له آثار سيئة على استمرار ما يعرف ب " النظام العالمي "، لذلك سارع - هذا النظام - بكل إمكاناته البشرية و المادية و اللوجستية إلى تحريف الموجة عن مسارها و توجيهها نحو طريق مسدود ونفق مظلم قد يؤدي بها إلى الذبول و الأفول . فبعد كثير من التردد و التذبذب في المواقف، حاول قادة النظام العالمي مغازلة   " الربيع الديمقراطي" و إبداء مواقف قد يفهم منها أنهم مع حرية الشعوب في تقرير مصيرها و تنفيذ إرادتها. فعلى سبيل المثال – لا الحصر -

السيسي يسير على خطى فرعون

1)    خدع قومه و استخف بهم، حيث وعدهم بإزالة نظام الإخوان و إقامة نظام علماني ديموقراطي يكون لهم فيه نصيب ، فصدقه قومه و لا يزالون واهمون أن السيسي يخضع لمطالبهم، وهؤلاء الذين استخف بهم السيسي من الفاسقين الذين لا هم لهم سوى المطامح الدنيوية حتى و لو أدى بهم الأمر إلى التحالف مع الشيطان . و من أمثلة هؤلاء الفاسقين الذين ثبتت خيانتهم : البردعي العميل ، حمدين صباحي ، عمرو موسى و غيرهم من الحساد الذين لم يقبلوا نتيجة صناديق الاقتراع . و هذا الاستخفاف الذي قام به السيسي ليس جديدا و إنما سبقه إلى ذلك فرعون . قال تعالى : {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ} . 2)    قام بتمويل الإعلاميين الخبثاء كي يشوهوا صورة مرسي و الإخوان مع ضمان الحماية لهم و تقريبهم من دواليب الدولة ، و كذلك فعل فرعون ،حيث أتى بالسحرة ليقوموا بدور الإعلام حيث سحروا أعين الناس و استرهبوهم فقلبوا الحقائق و قدموا للجمهور معطيات مغلوطة . قال الحق سبحانه و تعالى : { فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين . قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين } . 3)    يحرض شع