المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٢

الشعب المغربي أنذر فأعذر

" بلدنا يعيش وضعا استثنائيا و المغرب يعتبر نموذجا يجب الاحتذاء به من طرف الدول العربية و الإفريقية ، خاصة في مجال الحقوق و الحريات العامة، و كذا في ما يخص التدبير و الحكامة الجيدة " هذا الخطاب كثيرا ما سمعناه في قنواتنا التلفزيونية و اشتهر تداوله  على لسان  صناع القرار في المغرب سواء كانوا من المحيط الملكي  أومن النخبة السياسية التي تدور في فلك خدمة مصالح أجهزة النظام. بل المثير للاستغراب و الدهشة أن هذا الخطاب كان يأتي أحيانا من دول غربية تعتبر نفسها راعية الديموقراطية، إنها لعبة المصالح التي لا تؤمن بالمبادئ. و قد بقي هذا النوع من التصورات سائدا ردحا طويلا من الزمن، و مهيمنا على المشهد الإعلامي و على عقول كثير من المغاربة، رغم أنه كان هناك تصور آخر يرى بأن بلدنا يعيش أزمة حقيقية مثل باقي دول الجوار، و في شتى مناحي الحياة ، و أصحاب التصور الأخير ما فتئوا  يطالبون النظام  المغربي بنهج سياسة إصلاح واضحة و عميقة حتى يتجنب صدمة الإنفجار الذي يحدث بعد كثرة الضغط. و مما لا شك فيه أن موجة الربيع الديموقراطي التي اجتاحت العديد من الدول العربية ساهمت بقوة في بروز حراك مغربي قوي لا ي

كلمة موجهة إلى الأساتذة المجازين

تخوض التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم الابتدائي و الثانوي الإعدادي حاملي الإجازة إضرابا لمدة 5 أيام ( 6-7-8-9-10 مارس 2012)، و خلال الإضراب ستنظم وقفتين الأولى : يوم 7 مارس 2012 أمام مقر وزارة التربية الوطنية بباب الرواح على الساعة 10 صباحا ، و الثانية : يوم 8 مارس 2012 أمام مقر مديرية الموارد البشرية على الساعة 10 صباحا أيضا . و من خلال هذه الكلمة القصيرة أود أن أوضح للأساتذة الكرام المنضويين تحت لواء التنسيقية أهمية الحضور يومي 7 و 8 مارس بالرباط، و أتمنى من الإخوة و الأخوات قراءة الكلمة و التفاعل معها. الحضور إلى وقفتي 7 و 8 مارس في الرباط مهم للغاية، و يعتبر لحظة الحسم في مصير تنسيقية المجازين، أقول الحسم و على كل أستاذ غيور على التنسيقية  و يسعى للحفاظ عليها أن يتأمل كلامي  ، و تتجلى أهمية الحضور فيما يلي : أولا : سيبين مامدى استعداد الأساتذة الكرام للدفاع عن مطالبهم العادلة و المشروعة و المتمثلة أساسا في : - الحق في الترقية بالشهادة و تسوية باقي الملفات العالقة - تغيير الإطار دون قيد أو شرط - فتح خارج السلم لأساتذة التعليم الابتدائي و الإعدادي ...الخ فالحضور الهزيل في الرباط مع

صور مسيئة إلى المرأة

انتشرت مؤخرا عدة صور على الفايسبوك تسيء إلى بنات المسلمين ، فهذه صورة مفضوحة تبين امرأة جالسة و نصف جسدها عار، و صورة أخرى لامرأة ترتدي النقاب مع سروال ضيق جدا ! و صورة تبين  امرأتان جالستان و قنينة خمر على الطاولة و صور أخرى كثيرة ظهرت في الآونة الأخيرة، و القاسم المشترك بينها جميعها هو نساء بالحجاب أو النقاب في أوضاع لا أخلاقية  .  و كل هذه الصور لا أساس لها من الصحة بل هي مفبركة بواسطة برامج تعديل الصورمثل Photoshop . أتساءل : من الذي يقوم بتعديل مثل هذه  الصور ونشرها ؟ و ما الهدف من وراء ذلك ؟ أيها المسلمون في العالم احذروا من إعادة نشر هذه الصور التي تنتهك أعراض الناس . بعض الناس يبررون نشر تلك الصور بكونها حقيقية و تهدف إلى القضاء على ظاهرة التلاعب بالحجاب . لكن هل كشف عورات الناس هو السبيل لمحاربة ظاهرة الحجاب المزيف ؟  أما رؤية شباب المسلمين و بناتهم في أوضاع مخلة فهذا أمر لا ننكره و هو نتيجة السياسات التي تنهجها الأنظمة لإفساد المجتمعات و قتل روح الإسلام فيها. لا ينبغي نشر تلك الصور حتى و إن كانت صحيحة و ذلك احتراما لحرية الناس ، فما بالك إن كانت مزورة و تنتهك أعراض الناس

تقرير حول محاضرة لفضيلة الشيخ ميمون النكاز حفظه الله

نظمت جمعية الانبعاث الثقافي بمدينة بركان يوم الأربعاء 8 فبراير، على الساعة السابعة و النصف مساء،  محاضرة بعنوان : نظرات حول المنطق الإسلامي للإصلاح و ملاحظات في حركات الاحتجاج العربي ، ألقاها و أطرها الأستاذ الفاضل ميمون النكاز . افتتحت المحاضرة بآيات من الذكر الحكيم، بعدها رحب المسير بالحضور و بالأستاذ المحاضر و أكد على ضرورة إرجاع الأستاذ الكريم إلى منبر الجمعة و الدرس العلمي بمدينة بركان بعد أن  منع إثر أحداث 16 ماي المشبوهة. استهل الأستاذ ميمون نكاز مداخلته بذكر السياق العام الذي جاءت المحاضرة في إطاره، و هو انتفاضات الشعوب العربية التي عبرت عن وجودها، و أجزم الأستاذ بأن الحراك لن يتوقف . و من المحاور التي ركز عليها الأستاذ في محاضرته ما يلي : - مفهوم المنطق الإسلامي للإصلاح . - مكونات المنطق الإسلامي للإصلاح و إفادتها في مسائل الإصلاح . - ملاحظات حول حركات الاحتجاج  العربي . عند حديثه عن المنطق الإسلامي للإصلاح عرفه الأستاذ الفاضل على أنه : مجموع أساسات الرؤيا الإسلامية لقضية الإصلاح الإنساني . وتحدث عن مكونين ناظمين لمجموع أساسات الرؤيا الإسلامية للإصلاح، و هما : المكون المعرفي

الثورة السورية، غموض كبير !

عندما انطلقت الثورة السورية يوم الجمعة 18 مارس 2011  من مدينة درعا  ، كان الشعب السوري يهدف إلى  القضاء على الفساد و الاستبداد و إسقاط  نظام الحزب الواحد الذي جثم على صدور السوريين منذ أن استولى حزب البعث على السلطة في انقلاب الثامن من مارس سنة 1963. طبعا العامل الذي أقنع السوريين بالخروج على نظام الأسد هو موجة الربيع الديموقراطي التي اجتاحت العديد من الدول العربية   و خلفت في البداية نتائج مبهرة بسقوط نظامي بن علي في تونس   و مبارك في مصر بسرعة لم تكن متوقعة . لكن ما إن بدأت الشعوب العربية في التحرك لإزالة أنظمتها أسوة  بالتونسيين و المصريين حتى وجدت بعض الأنظمة العربية الحل لمواجهة الموجة و ذلك عبر القمع الشديد و القتل و التعذيب في أبشع صوره و ذلك كله لثني الشعوب عن التظاهر و التعبير عن سخطها من الأوضاع القائمة . و قد دشن هذا الأسلوب في الترهيب و القتل بطريقة وحشية الطاغية الراحل معمر القذافي الذي اعتبر المتظاهرين جرذانا و شرع في تصفيتهم في محاولة منه لإسكاتهم . لكن من حسن حظ اللبيين أن ثورتهم المسلحة لم تستمر طويلا بعد أن قدم لهم حلف الناتو مساعدة كبيرة للقضاء على نظام القذافي الذي

هل الصرخة تؤلم الصارخ أم المصروخ في وجهه؟

كثيرة هي المرات التي استعمل فيها الأمن المغربي القوة لتفريق المتظاهرين على اختلاف مطالبهم سواء كانت سياسية أو اجتماعية ، فمنذ بزوغ فجر الربيع الديموقراطي، كثرت الاحتجاجات في المغرب فمنها ما اتخذ طابعا سياسيا كما هو الشأن عند حركة 20 فبراير التي تطالب بإصلاحات سياسية عميقة ، و منها ما اتخذ طابعا اجتماعيا محضا و هنا تتعدد الأمثلة حيث خرج الأساتذة و الأطباء و الممرضون و المعطلون و المعاقون و فئات أخرى لا يتسع المجال لذكرها . و طبعا القاسم المشترك بين كل الفئات التي خرجت إلى الشارع هو تحسين الوضعية المعيشية . فالمغرب كما هو معلوم يعيش على تناقضات صارخة حيث فئة قليلة من المغاربة تتمتع بالنصيب الأكبر من خيرات البلد بينما تعيش الغالبية العظمى على الهامش ، هذا الوضع غير الطبيعي هو الذي أجج حدة الاحتجاجات و العامل الذي أسهم بشكل كبير في وعي المغاربة بحقوقهم هو الانتفاضات الشعبية التي حدثت في دول أخرى التي  كسرت حاجز الخوف لدى الشعوب . و قد قابل هذه الاحتجاجات عنف غير مبرر من قبل قوات الأمن المغربية التي أفرطت في استعمال القوة ضد المحتجين و في كل مرة تتناقل المواقع الالكترونية و القنوات الإعلام