المغرب لن يكون أبدا علمانيا

 العلمانية مصطلح مبتدع و ليس ترجمة صحيحة للمصطلح الفرنسي La laicité أو المصطلح الانجليزي secularism فكلا المصطلحان الغربيان يعنيان اللادينية ، و لمن يريد التأكد من صدقية هذا الكلام عليه الرجوع  إلى المعاجم الغربية.
اللادينية  هي إقصاء الدين من السياسة و الحياة الإجتماعية حيث يبقى الدين مكانه محصورا في المسجد أو بمعنى أصح محصورا في ذات المؤمن . فإذا بقي الدين محصورا في الذوات فما فائدته و ما هي رسالته ؟ اللادينيون يعتقدون أن الإنسان بلغ مرحلة من النضج العقلي  تجعله في غنى عن الأخذ بالشرائع السماوية ، فهو يرفض أن يعبد الله لكنه يعبد هواه و يعبد عقله . أنتم يا لادينيون تنظرون إلى الدين باعتباره مرحلة الطفولة في حياة الإنسان . فعندما أتحدث عن اللاديني فأنا أقصد ما يسمى تعسفا ( بالعلماني ) على اعتبار أن المصطلح الأخير لا يعبر عن المصطلحات الغربية كما ذكرت آنفا.
و عندنا في المغرب يلجأ ( العلمانيون)  إلى اتهام الإسلاميين بالإرهاب و الظلامية و الرجعية، و أحيانا يصفونهم بأعداء الحريات الفردية و لجوؤهم إلى هذا الأسوب السخيف للنيل من خصومهم على المستوى الفكري دليل قاطع على انهزاميتهم و عدم قدرتهم على مواجهة الإسلاميين الذين تسيدوا المشهد السياسي في المغرب إن على مستوى تسييرالبلاد و أقصد حزب العدالة و التنمية  أو على مستوى معارضة النظام المخزني كما هو الحال بالنسبة لجماعة العدل و الإحسان.
 فالعلمانية جسم دخيل على الأمة و مصيرها الفشل ، و هناك أمثلة على فشل النماذج العلمانية . فتونس مثلا رغم محاولات الحبيب بورقيبة و خلفه بن علي رغم محاولاتهم لمسخ هويتها .إلا أن الشعب التونسي عندما أتيحت له فرصة الاختيار لم يعر أي اهتمام إلى العلمانيين الذين بدأوا في البكاء على نظامهم البائد.
بالنسبة للذين يقولون أنهم يريدون أن يشربوا الخمر و يأكلوا رمضان جهارا  و يزنوا و يمارسوا الشذوذ الجنسي و لا يريدون دخول الجنة . أقول لهم هذا طبيعي فكما أن للجنة أهلها الطيبون ، الذين سينعمون بخيراتها . كذلك لجهنم أهلها الخبثاء الذين سيكتوون بنارها. فمن عدل الله أن كان للجنة روادها و للنار روادها . و طبعا الخاسرون  أمثالهم الذين يتبعون أدواتهم الجنسية و شهواتهم الآنية و لا يفكرون في مصلحتهم بعد الموت ، هؤلاء سيكونون حطبا لجنهم . من سيبكي عليهم ؟ فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر .
أيها العلمانيون  لو كنتم تقدسون العلم فعلا كما تدعون لما شربتم الخمر . لأنه ببساطة يؤدي إلى الإضرار بصحة وعقل الإنسان كما أثبت ذلك العلماء و الأطباء . تضرون أنفسكم باسم الحريات الفردية . الله أراد لكم الخير و لكنكم تريدون هلاك أنفسكم . اشربوا ما تشاؤون و افعلوا ما تشاؤون . فهل  منعكم أحد من اقتناء قنينة خمر و شربها في منازلكم ؟ هل فرض عليكم أحد الصلاة بالإكراه ؟ تقيمون دعوة و تتهمون الإسلام بدعاوى باطلة.

و في هذا الإطار، يتهمنا ( العلمانيون ) أننا نربط العلمانية بالعري و الفواحش والفساد الأخلاقي  ، لكن هم  أنفسهم يتحدثون عن الحريات الفردية و عندما نسألهم ما هي؟  يقولون: نريد أن نشرب الخمر و نلبس ما نشاء و تلبس نسائنا المايو في الشواطئ و نمارس الجنس بحرية و نكشف عن عوراتنا بحرية و نسمي ذلك فنا . ألم يكتب الكاتب أحمد  عصيد في هسبرس حول الحريات و ربط ذلك بحرية فتح الخمارات و حرية التعري ؟ لماذا تتحدثون دائما في التلفزيون عن حرية الأكل في رمضان ؟ العلمانيون ( و الأصح أن نقول اللادينيون ) هدفهم الإفساد في الأرض و ليس البحث عن عن الحريات الحقيقة مثل : حرية التعبير ، حرية الرأي ، حرية التنقل ، حرية الإبداع .... الحريات التي تبني و لا تهدم . ثم أين نحن من الحريات العامة لكي نتحث عن حريات شرب الخمر و ممارسة اللواط ؟
ما دمنا على قيد الحياة فلن يكون المغرب علمانيا أبدا و سنقهركم ليس بحد السيف و لكن بالفكر الراقي المتوازن ، سنقهركم بالنور ، لنحاربكم في حصونكم ، سنهدم نظرياتكم الفاشلة ، سنجعلكم صغارا في عيون الشعب .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرياضة تهذيب للنفوس قبل الفوز بالكؤوس

العلمانية لا مكان لها بيننا

حركة 20 فبراير تكرس الاستثناء