علمنة حركة 20 فبراير مقدمة لاغتيالها

عقدت حركة 20 فبراير -  تنسيقية الرباط - و الهيئات العلمانية الداعمة لها ندوة يوم الجمعة 23 دجنبر و بدل مناقشة واقع الحركة و الآليات الكفيلة بجعلها جماهيرية حتى يتسنى لها تحقيق التغيير المنشود ، بدل ذلك تحولت الندوة بطريقة  بيروقراطية تنم عن منهج إقصائي إلى المطالبة بعلمنة الدولة دون أخذ رأي الجماهير ، فمن سمح يا ترى لهؤلاء بفرض اختياراتهم على عموم الشعب ؟
الآن أصبحت 20 فبراير تنادي بعلمانية الدولة و هنا لا يمكنني أن أدافع عنها و لا أخرج معها . لقد أردت حفنة من العلمانيين الركوب على الاحتجاج و استغلاله لكن فشلوا فشلا ذريعا . كان يمكن تجنب الأمر. و ذلك بالدعوة إلى إسقاط الاستبداد أولا ثم بعد ذلك ننظم انتخابات حرة و نزيهة تفرز لنا مجلسا تشريعيا تأسيسيا و على إثره نضع الدستور الذي نريد و نسمي الدولة التي نريد، كما حدث في دول أخرى مثل تونس و مصر. و هكذا تكون الكلمة العليا للشعب ، فإن اختار الشعب العلمانيين فمرحبا بالدولة العلمانية و إن اختار الإسلاميين فمرحبا بالدولة الإسلامية ، و هذه هي الديموقراطية . أما نستغل الحراك الشعبي لتوجيهه نحو أيديولوجية معينة و نفرضها على الشعب دون أخذ رأيه ، فهذا أمر غير مقبول و هذه السلطوية هي التي ستؤدي إلى إفشال التغيير. وقد بدأت ملامح الفشل تظهر. فالعلمانيون المغاربة توجسوا من تكرار سيناريو تونس و مصر بصعود الإسلاميين و أردوا فرض العلمانية من البداية لأنهم يعرفون جيدا وزنهم داخل المجتمع و أنهم لن يستطيعوا الصعود عبر صناديق الاقتراع .فمن  التجبر و التسلط أن نفرض على الشعب اختيارا معينا سواء كان إسلاميا أو علمانيا . إذا كنا نؤمن بالديموقرطية فلنترك الاختيار للشعب بعد إزالة الاستبداد .
وطبعا هذه الدعوة إلى العلمانية من خلال حركة 20 فبراير جاءت كرد مباشرعلى خروج المكون الإسلامي الأقوى الذي كان يؤطر الساحة و هو جماعة العدل و الإحسان . و رغم أني غير متفق بشأن انسحاب العدل و الإحسان من الحركة إلا أنني أعتقد أن قرار العدل و الإحسان بعدم الاستمرار في الخروج تحت يافطة 20 فبراير نابع من إحساسها بروتينية حركة 20 فبراير و عدم قدرتها على استقطاب الشارع بالإضافة إلى تراجعها في الأشهر الأخيرة و بروز خلافات حادة بين تياراتها المتعددة الفاقدة للنضج السياسي . و لأن العدل أدركت أن 20 فبراير في طريقها إلى الذبول أرادت الابتعاد عن فشل محتمل قد تقع فيه 20 فبراير و لأن العدل و الإحسان كذلك كانت تخرج في المسيرات لاستثمارها سياسيا ، و بما أنها عجزت عن دفع النظام لتحقيق التنازلات المطلوبة فإنها لا ترى لاستمرارها مبررا قويا خاصة إذا علمنا أن البعض يحاول استغلال 20 فبراير للترويج إلى ايديولجيته.

تعليقات

  1. المشكل الحقيقي أخي عز الدين هو حين تذكر ذلك للشعب ببعض المجموعات الفيسبوكية لا يقبلونه .... بالفعل علمنتها هي موتها السريري و ربما لإقبارها فيما بعد

    ردحذف
  2. للتوضيح حركة 20 فبراير لا تدعو إلى العلمانية. لا تتكلم عن جهل. أم أن الامر مقصود؟؟

    ردحذف
  3. و من حضر الندوة ليس كمن يجهل ذلك أيضا .... مؤسف جدا ما آلت إليه الحركة

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرياضة تهذيب للنفوس قبل الفوز بالكؤوس

العلمانية لا مكان لها بيننا

حركة 20 فبراير تكرس الاستثناء