شعار " الشعب يريد إسقاط النظام " تحت المجهر.


إن المتتبع للشأن المغربي و للحراك الشعبي الذي انطلق منذ العشرين من فبراير يلحظ نوعا من العشوائية و عدم الانضباط في رفع الشعارات رغم اتفاق حركة 20 فبراير على مطالب محددة على المستوى الوطني. فمن بين الشعارات التي بدأت تبرز في الآونة الأخيرة شعار " الشعب يريد إسقاط النظام " في بعض المدن المغربية . لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن : ما هي الأسباب الحقيقية وراء ظهور مثل هذه الشعارات ؟
من بين الأسباب الرئيسية التي عجلت بظهور مثل هكذا شعارات ما يلي :
·      أن حركة 20 فبراير بات تحت سيطرة أطراف تعارض النظام الملكي و تسعى إلى قيام جمهورية يتم فيها تداول أعلى سلطة في البلد، كما لا ننسى معارضي الملك العاض الذي يسعون إلى قيام الخلافة على منهاج النبوية.
·       شعور العديد من المناضلين من داخل 20 فبراير أن النظام المغربي لم يستجب إلى أدنى المطالب التي رفعوها منذ شهور و بالتالي يعتقدون أنه  حان الوقت لرفع سقف المطالب إذا كان النظام ينهج سياسة الأذان الصماء .
·      نزوع العديد من الشباب إلى رد الفعل ، فمجرد ما سمع خبر وفاة " الشهيد كمال العماري " حتى انطلقت مسيرة ليلية حاشدة بمدينة آسفي تطالب بإسقاط النظام.
·      استخدام الأمن المغربي للعنف ضد شباب 20 فبراير ما من شأنه تنمية الحقد و الكراهية لدى الشباب تجاه كل يمت إلى النظام بصلة .
·      إحساس البعض أن الشعب المغربي لا يقل شجاعة عن باقي الشعوب العربية التي تمكنت من إسقاظ أنظمتها.

إذا كانت هذه بعض الأسباب الكامنة رواء بروز ذلك الشعار ، فهل الشعب المغربي في حاجة إلى هذه الشعارات ؟ و هل ذلك الشعار يعبر فعلا عن مطالب الشعب ؟

إن الذي يدرس الواقع المغربي يجد أن أغلبية المغاربة لا يتبنون فكرة إسقاط النظام ، و المبررات التي تجعلهم يرفضون تبني هذا المسار تختلف من شخص لآخر .
و إليكم الآن بعض المبررات التي يسوقها هؤلاء للدفاع عن موقفهم : 
·      يرى فريق من المغاربة أن المغرب يتطور في عهد الملك محمد السادس و أن التغيير يحتاج إلى وقت كبير و بالتالي فهم يثقون في الملك لكي يمضي بالمغرب قدما نحو معارج الرقي و الازدهار، فلهذا يرفضون فكرة إسقاط النظام.
·      أما آخرون فلا يحبذون النضال من أجل إسقاط النظام لخوفهم على مستقبل الدولة المغربية فهم يرون النظام الملكي الضامن لاستقرار و وحدة البلد خاصة في ظل وجود حساسيات في الريف و الصحراء، فهذا الصنف يعتقد أن إسقاط النظام يعني تقسيم المغرب إلى دويلات صغيرة متناحرة فيما بينها .
·      هناك فئة أخرى ترى بأن الشعب هو الذي ينبغي أن يتغير قبل الحديث عن تغيير النظام على اعتبار أن فساد النظام يعكس فساد الشعب و بالتالي فبدل التغيير من القمة يفضلون التغيير من القاعدة.
·      و وسط هذه التصورات يبرز مبرر قوي يجعل البعض يحجم عن مطلب إسقاط النظام و هذا المبرر تغذيه المشاهد التي تتناقلها القنوات الإعلامية عن بعض الثورات التي تشهد تنكيلا رهيبا بالشعوب دون أن يتحقق الهدف الذي من أجله خرجت تلك الشعوب.

·      هناك أيضا بعض المغاربة الذين يعتقدون بعدم وجود البديل في الوقت الراهن خاصة أن المغرب منقسم فكريا بين تيارات إسلامية و أخرى علمانية.

و ختاما  أوصي أحبابي في حركة 20 فبراير الأبية بعدم رفع شعار " الشعب يريد إسقاط النظام " و الاكتفاء بالمطالب الأخرى ومنها الملكية البرلمانية حتى يحافظوا على شعبيتهم و يحققوا أهدافهم المشروعة. و دمتم للنضال أوفياء.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرياضة تهذيب للنفوس قبل الفوز بالكؤوس

العلمانية لا مكان لها بيننا

حركة 20 فبراير تكرس الاستثناء