الإعلام الالكتروني البركاني إلى أين؟



إن المتأمل في حال الإعلام الالكتروني البركاني يلحظ نوعا من النشاط المكثف في الآونة الأخيرة مع بروز منابر إعلامية كثيرة جعلت المواطن البركاني في حيرة من أمره. فالسؤال الذي يتباذر إلى الذهن هو : ما  جدوى تناسل هذه المواقع ؟ و هل هذا الكم الهائل من المواقع الإخبارية  يعبر عن حاجة المواطن البركاني إلى المعلومة أم هو فقط صراع من أجل كسب الرأي العام البركاني و توجيهه بما يخدم مصالح بعض الأحزاب بل ربما المصالح الضيقة لبعض الأشخاص ؟
قد ينظر البعض إلى هذا الأمر من زاوية اقتصادية محضة  حيث يسعى مجموعة من الشباب إلى تأسيس مواقع إخبارية  رغبة منهم في الحصول على مدخول مادي يساعدهم في شق طريقهم و هذا الهدف الذي يسعون إليه بعيد المنال على اعتبار أن المواقع التي تتسم بالطابع المحلي تكون محدودة الانتشار و بالتالي يصعب تحقيق ربح مادي في المستوى المنشود خاصة في ظل المنافسة الشرسة على استقطاب الإعلانات التجارية. كما أن بعض الشباب يؤسسون مواقعهم بحثا عن المتعة فقط و هذا الأمر نادر الحدوث.
فحسب ما توصلت إليه من خلال تتبعي لمجموعة من المواقع الالكترونية التي تعنى بالشأن المحلي البركاني يمكنني القول بأن الحقل الإعلامي بمدينة بركان يتعرض إلى عملية إفساد ممنهج حيث يعمل بعض الأشخاص على تأسيس مواقع إخبارية هدفها الترويج لبعض الأحزاب السياسية مبتعدين عن الدور الحيادي الذي يجب أن يكون عليه الإعلامي . طبعا هذا الكلام لا يقلل من شأن بعض المنابر الجادة التي توصل المعلومة للمواطن البركاني دون خلفيات سياسية .
إن مهمة الإعلامي الأساسية هي نشر الأخبار و المعلومات  بكل شفافية و مصداقية بعيدا عن كل المآرب الأخرى، فالإعلام أصبح السلطة الأولى في العالم التي لها الأثر العميــــق و الواسع في الأفراد و المجتمعات، لذلك وجب على الإعلامي الحر أن يمتلك الضمير الحي الذي يجعله يحافظ على نظافة هذه المهنة الشريفة.
عزالدين عيساوي

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرياضة تهذيب للنفوس قبل الفوز بالكؤوس

العلمانية لا مكان لها بيننا

حركة 20 فبراير تكرس الاستثناء