الكلمة بين التلقائية و التكلف



 الكلمات التي تنبع من أعماق الروح لتحكي أزمة روحية شديدة أو نشوة روحية جميلة دائما تلقى قبولا لدى الناس و كأن الأحاسيس و المشاعر تنتقل عبرها، بينما تلك التي نكابد في صناعتها و زخرفتها و نتكلف في اختيار عباراتها مع غياب الضمير و الإحساس و الشعور غالبا ما ينفر الناس منها لأنها تفتقد إلى الروح و الحياة. فاحرص قبل أن تتكلم  أن تكون مقتنعا بما ستقوله مؤمنا به إيمانا عميقا.
بعض الأشخاص عندما يكون حزينا يحاول التظاهر بالفرح و السرور عندما يكلم أحدا في الهاتف أو عندما يكتب عبارات في المواقع الاجتماعية، و هو يعتقد بفعله هذا أنه يريح نفسه  و يظهر بمظهر القوي، لكن هيهات أن يكون له ذلك ، فهو باتخاذه ذلك الأسلوب يحرم نفسه من إشباع رغبتها في الحزن . فالحزن شعور ضروري في الحياة و لا يمكن التخلص منه عن طريق الهروب إلى الخلف بل يجب مواجهته و محاولة إزالة الأسباب التي أدت إليه . و هكذا كل الأحاسيس السلبية التي تمر بالنفس لا يجب الامتعاض منها بل يجب التعبير عنها إذا غمرت النفس فالحرص على عدم إظهارها يولد كبتا يضر بالنفس .
من أهم الأشياء التي تحفظ راحة البال و تسعد النفوس هو الصدق مع النفس و مع الآخرين ، و أول شيء يظهر فيه صدق الإنسان من كذبه هو كلامه ، لأن الكلام ليس حمالا للمعاني الجافة فقط بل هو حمال للأحاسيس و المشاعر أيضا . لذلك كان لزاما  على كل إنسان أن يحرص دوما على الصدق كيفما كانت الأحوال التي تمر به  ، لأن الكذب مهما بدى لنا أنه نافع فإن عيوبه تنكشف بعد حين . و كما يقول المثل :  " حبل الكذاب قصير "
عزالدين عيساوي 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرياضة تهذيب للنفوس قبل الفوز بالكؤوس

العلمانية لا مكان لها بيننا

حركة 20 فبراير تكرس الاستثناء