الإنسان المغربي و الاستغلالية البشعة


كتبت قبل أزيد من شهر مقالا أنتقد فيه المغاربة شعبا و مسؤولين . و يوما بعد يوم يتأكد لي صدق ما ذهبت إليه، فالشعب المغربي مجبول على بعض  الصفات القبيحة  و المذمومة و لا أدري من أين اكتسبها . وصفا استغلالي و ماكر أصبحا ملتصقين بالإنسان المغربي، و هنا أتحدث عن عموم المغاربة و لا أنكر وجود أهل الخير و الصلاح، فالشاذ لا يقاس عليه .
 أيها المغاربة ألا يكفيكم هذا العبث ؟ ألا تخجلون من أنفسكم و أنتم تلهثون وراء قضاء مصالحكم بأي وسيلة كانت . ذهبت لشراء  بعض الخضر و الفواكه و قليل من السمك من السوق لكن يا لحسرتي ، فالتاجر أصبح يطلب الثمن الذي ترتضيه نفسه و لا يأبه بقدرتي الشرائية . يشتري سمكا ب 8 دراهم للكيلو غرام الواحد و يبيعه ب 20 درهما و قس على ذلك  ما يفعله باقي التجار في باقي المواد الغذائية. أليس هذا مكرا و استغلالا؟
عندما ذهبت للتسوق عند بائع الملابس لشراء بعض الحاجيات ، أحسست بنوع من الغبن و الظلم الشديدن، فالملابس الرخيصة أصبحت في عداد الأثواب النفيسة، ليس بجودتها بل لأن بائعها يريد أن يربح النقود بسرعة الصاروخ حتى و لو كلفه ذلك استغلالي أو بالأحرى استغلال إخوانه الذين يشترون منه الألبسة بأثمان خيالية تفوق بكثير الأثمنة التي اشترى بها تلك الملابس . أليس هذا استغلالا و انتهازية ؟
و عند الحديث عن السفر يكثر الأسى و الحزن ، فالمواطنون يعانون الويلات عند تنقلاتهم من مدينة إلى أخرى خاصة أثناء فترات الأعياد و العطل، حيث يستغلون أبشع الاستغلال من طرف أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة و الحافلات . أليس هذا عارا في جبين الإنسان المغربي الذي يستغل ظروف إخوانه للتكسب غير المشروع ؟
ذات يوم، أردت المبيت في فندق شعبي ليلة واحدة، و  كان من عادتي أن أبيت هناك بثمن 40 درهما لليلة الواحدة، لكن  إثر الاكتظاظ و الزحمة التي عرفتها الفنادق الشعبية في ذلك اليوم، طلب مني العامل المكلف بالاستقبال أداء 70 درهما مقابل المبيت تلك اليلة. أليس هذا قمة الانتهازية و الوحشية ؟
تأملت كل نواحي حياة المغاربة فوجدتها مليئة بالاستغلال و النفاق و الخداع و النفعية المقيتة، و لست أدري أين ذهبت طيبوبة المغربي التي كانت يضرب بها المثل إلى عهد قريب .
كل هذه الرسائل التي التقطتها من المغاربة في حياتهم اليومية و كيفية تعامل بعضهم مع البعض الآخر جعلتني أفهم لماذا يعيش المغرب واقعا غارقا في الفساد حتى النخاع. فالفساد في ثوبه المغربي نابع من الشعب بالدرجة الأولى لأنه لم يستطع التخلص من الخلايا الأولى للفساد التي تنتشر في جسده ، فلا يحق له المطالبة بمحاربة الفساد مادام هو لا يقدر على تغيير نفسه . يقول الحق سبحان و تعالى : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41].
عزالدين عيساوي

تعليقات

  1. هذا فراغ وليس مقال. 😂 يبدو أنك كنت فرفوراً.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرياضة تهذيب للنفوس قبل الفوز بالكؤوس

العلمانية لا مكان لها بيننا

حركة 20 فبراير تكرس الاستثناء